الانتظارات ، تفضي لانتظارات أخرى ، القلق الصغير الذي تُبقيه في صدرك بخفّة تتخلّص منه عند أقرب نفاية ، وتستقبل قلقًا أكبر ، أثقل ، وتتخلص منه ربّما ، وربّما يبقى جاثمًا على صدرك ، ويتعاظم ، وتستمر في التظاهر أن لا شيء جاثم على صدرك . تتظاهر بخفّتك ، وما أن تستقيل في غرفتك وحيدًا يعود هذا القلق ، ليسيل حزنًا ، ولا عناق في هذا العالم يستطيع أن يمحوه ، ثمّة شيء يجعله جزء منك ، ليس زائرًا ولا مستأجرًا ، يتحول هذا القلق إليك ، تغدو به شخصًا قلقًا حزينًا ، لا تستطيع أن تسعد أحدًا ، ولا تستطيع أن تُحرر نفسك منه . عبودية القلق والحزن أصل ، النسيان طاريء ، الذكريات باقية في رأسك ، جزء أصيل ، قلقك وجعٌ يسلب روحك ، والأيام تلك التي تتفسخ وترحل بعيدًا، ليست قادرة على محو هذا ، وحده الموت يمحو كل هذا العقاب .