التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كانت يده فقط !




لم يتسنَ لي قط أن أعرف مشاعر أبي إزاء يده المبتورة، وخشيت أن أسأل. لم يكن يتحدث
عن المخاطر؛ فقد كان النهر سريعاً وكلمته نهائية لا ترد، ولكن أثناء مرحلة القطع، بين 
الأشجار، عندما كانت الأيام تمضي كسابقاتها – ومقبضا المنشار الأملسان الباليان يدندنان 
ذهاباً وإياباً فيما يشبه إيقاعاً منزلياً لأم تعجن العجين – كانت عقول الرجال تشرد بعيداً. 
رجال عرفتهم خروا صرعى تحت الأشجار الساقطة، 
ورجال نزفوا حتى الموت عندما ارتدت بلطة كليلة من أحد الجذوع واستقرت في
سيقانهم، ورجال سُحقوا تحت الجذوع عندما تدحرجتْ من على العربات، ورجال
غرقوا في النهر أثناء تعويم الجذوع. كل عام كان أحد الرجال يعود ميتاً أو مشوهاً.
قبل عملية التعويم تلك بعامين، يوم عيد ميلاد أختي ماري الخامس، سألتُ أمي عن 
يد أبي.قالت: "لقد كنت ممتنة أن الأمر لم يكن أسوأ من ذلك." كنا نجلس على الضفة
المنحدرة بجانب المَنزَل الذي يحمل الجذوع للماء، نتطلع إلى النهر، ونَهشُّ الذباب الأسود
بلا جدوى. كان أبي قد اصطحب ماري إلى الغابات التي كانت حكراً على الرجال كهدية 
في عيد ميلادها.
  "هل كنتِ ممتنة؟"
  "كانت يده فقط،" ردتْ أمي، وكانت محقة في ذلك.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جنازتي ..

جنازتي هل ستخرج من باحة الدار ؟ و كيف ستنزلوني من الطابق الثالث فالمصعد لا يسع التابوت و الدرج ضيق ؟ . ربما كانت الشمس تغمر الباحة و الحمام , فيها , كثير و ربما كان الثلج يتساقط و الأطفال يهللون و قد يكون المطر مدراراً على الأسفلت المبلل و في باحة الدار صناديق القمامة كما كل يوم و إذا ما حمل جثماني , حسب العادة مكشوف الوجه فوق شاحنة فقد يسقط على شيء من الحمام الطائر فيكون ذلك بشارة خير و سواء جاءت الموسيقى أم لا فالأطفال سيأتون إنهم مولعون بالجنازات و حين يمضون بي سترنو إلى نافذة المطبخ من وراء و من الشرفات حيث الغسيل ستودعني النساء لقد عشت سعيداً في هذه الباحة إلى درجة لا تتصورونها فيا جيراني أتمنى لكم , من بعدي طول البقاء ناظم حكمت 1963

أغراض مهنية فقط .

ب دأت يداي ترتعشان؛ أحياناً أضطر إلى الإمساك بكلتا يديّ .  وفي السابق كان بمقدوري أن أنام في أي مكان وفي أي وقت , أما الآن  فغالباً ما أبقى مستيقظة وأنا في فراشي . فوجئت بأني أمرّ مرور الكرام بموقفٍ أصيل بدون أن أتوقف وأصبحُ  جزءاً منه , ومن ثم أعيد تقديم الموقف نفسه على الشاشة بكل تعاطفي . كنت حين أقابل رجلاً ثملاً في الشارع أتبعه - ليس لأقدم له يد المساعدة , بل  لأدرس طريقة سيره , وكيف تتدلى ذراعاه متراخيتين على جنبيه كان الآخرون مواد أقابلهم وأستغلّهم لأغراض مهنية . ليف أولمن

لا يهمني.

لايهمنّي، ماذا تعمل لتكسب أُريد أن أعرف لمن تتألّم وإن كنت تجرؤ أن تحلم بلقاء شوق قلبك. لايهمنّي، كم بلغت من العمر آريد أن أعرف إن كنت ستخاطر بأن تبدو أحمقًا من أجل الحب ومن أجل ان تحلم، بمجازفة أن تكون حيًّا. لايهمنّي، أيّ الكواكب تحتلّ تربيع قمرك آريد أن اعرف، إن كنت قد لامست بؤرة حزنك أو تفتّحت بخيانات الحياة، أو انجرفتَ، منغلقاً بخوفك، من آلامٍ أُخرى. أُريد أن أعرف، إن كنت ستجلس مع الألم، أَلمي وألمك دون محاولة إخفائه، تظليله، أو إصلاحه. أُريد أن أعرف، ان كنتَ ستكون مع الفرح، فرحي وفرحك وبإمكانك أن ترقص بجنون وتدع النشوة تملؤك الى نهايات أصابع يديك وقدميك، دون أن تحذّرنا، أن نكون منتبهَين، أو واقعِيّين، أن نعرف حدودنا، كإنسانَيْن.! لايهمنّي، إن كانت القصة التي تُخبرني، حقيقية. أريد أن أعرف، إن كنت تستطيع أن تخيّب آخرًا. أن تكون حقيقياً مع نفسك، أن تحتمل الاتهام بالخيانة، ولاتخون روحك. أن تتمكن من أن تكون غير وفيّ وبالتالي جديرًا بالثقة. أُريد أن أعرف، إن كنت تستطيع أن ترى جمالاً، في ما لايكون جميلاً كلّ يوم. وأن تجعل لحياتك مَصدرا،