لم يتسنَ لي قط أن أعرف مشاعر أبي إزاء يده المبتورة، وخشيت أن أسأل. لم يكن يتحدث
عن المخاطر؛ فقد كان النهر سريعاً وكلمته نهائية لا ترد، ولكن أثناء مرحلة القطع، بين
الأشجار، عندما كانت الأيام تمضي كسابقاتها – ومقبضا المنشار الأملسان الباليان يدندنان
ذهاباً وإياباً فيما يشبه إيقاعاً منزلياً لأم تعجن العجين – كانت عقول الرجال تشرد بعيداً.
رجال عرفتهم خروا صرعى تحت الأشجار الساقطة،
ورجال نزفوا حتى الموت عندما ارتدت بلطة كليلة من أحد الجذوع واستقرت في
سيقانهم، ورجال سُحقوا تحت الجذوع عندما تدحرجتْ من على العربات، ورجال
غرقوا في النهر أثناء تعويم الجذوع. كل عام كان أحد الرجال يعود ميتاً أو مشوهاً.
قبل عملية التعويم تلك بعامين، يوم عيد ميلاد أختي ماري الخامس، سألتُ أمي عن
يد أبي.قالت: "لقد كنت ممتنة أن الأمر لم يكن أسوأ من ذلك." كنا نجلس على الضفة
المنحدرة بجانب المَنزَل الذي يحمل الجذوع للماء، نتطلع إلى النهر، ونَهشُّ الذباب الأسود
بلا جدوى. كان أبي قد اصطحب ماري إلى الغابات التي كانت حكراً على الرجال كهدية
في عيد ميلادها.
"هل كنتِ ممتنة؟"
"كانت يده فقط،" ردتْ أمي، وكانت محقة في ذلك.
تعليقات